تعاونية أفولكي أيت بعمران: من جذور الأرض إلى جودة استثنائية
ayad boumattaفي قلب إقليم سيدي إفني، وتحديدًا ضمن الجغرافيا الغنية والتاريخ العريق لقبائل أيت بعمران، بزغ نور إحدى التجارب التعاونية الرائدة في جهة كلميم وادنون. إنها تعاونية أفولكي، التي تأسست سنة 2008 على يد مجموعة من الفاعلين المحليين المؤمنين بأهمية التمكين الاقتصادي للمجتمع القروي، والحفاظ على كنوز المنطقة الطبيعية والثقافية.
منذ انطلاقتها، حملت تعاونية أفولكي رسالة واضحة: تحويل الثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة إلى منتجات عالية الجودة، تجمع بين الأصالة والابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المحلية. وقد كان وراء هذا المشروع فريق متحمّس يمتلك رؤية بعيدة المدى، ويدرك تمامًا القيمة الحقيقية لما تمنحه الأرض من خيرات.
تخصصت التعاونية في منتوجات طبيعية ومحلية، وركزت في بدايتها على العسل وزيت الأركان، وهما من المنتجات التي ارتبطت تاريخيًا بمنطقة سوس الكبرى، والتي تشتهر بجودتهما العالية. ومع مرور السنوات، وبفضل روح الإبداع والتطوير، توسعت تشكيلة المنتجات لتشمل أيضًا الأملو، وزيت بذور التين الشوكي، الذي يُعد من أغلى الزيوت التجميلية في العالم بفضل خصائصه الفريدة.
تتميز تعاونية أفولكي بالتزامها الصارم بمعايير الجودة، سواء في اختيار المواد الأولية أو في أساليب التحضير والتعليب. كما أنها تراعي الجانب البيئي والاجتماعي في كل مراحل الإنتاج، مما يجعلها نموذجًا في التنمية المستدامة والتجارة العادلة.
لم تكتف التعاونية بالإنتاج فقط، بل انخرطت أيضًا في التسويق الذكي لمنتجاتها، فتمكنت من الوصول إلى أسواق داخلية وخارجية، وشاركت في معارض جهوية ووطنية، مما مكنها من بناء سمعة قوية وثقة متزايدة لدى المستهلكين.
اليوم، وبعد أكثر من 15 سنة من العمل المتواصل، تواصل تعاونية أفولكي أيت بعمران مسارها بخطى ثابتة، مستفيدة من خبرة الماضي، ومنفتحة على تقنيات المستقبل، ومصمّمة على ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر التعاونيات ديناميكية وابتكارًا بجهة كلميم وادنون.
